الـــفـــارس
| موضوع: هل القراءة للجميع؟ الثلاثاء 21 أغسطس 2007, 11:50 pm | |
| بقلم: د. محسن خضر أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس لا أعتقد أن هناك ضررا يمكن أن يصيب الحركة الثقافية أكثر من مواقف التأييد والتصفيق والتهليل.
الموقف النقدي وحده هو الضمان لرشاد تلك الحركة, وعقلنتها, وتصحيح خطواتها العرجاء أو مواضع الهشاشة والضعف فيها.
أكثر الكتابات المؤيدة التي أشادت أخيرا, وعبر سنوات, بالمشروع الرائد القراءة للجميع, أسهمت في التمويه علي سلبيات هذا المشروع, الذي هو في بنيته جزء من بنية أكبر هو مشروع مكتبة الأسرة, الذي نتناساه ونهتم بالجزء الأصغر أو الفرعي.
وعندما تحشد الدولة إمكاناتها, وعبر بنية تشابكية لتدعيم سلطة الكتاب: انتشارا, وسعرا, وتداولا فهذا جهد مؤثر بلا شك, كما أن انتشار المكتبات في مناطق سكنية, ومؤسسات تعليمية, وحكومية هو فعل شعبي ديمقراطي بلا شك.
ومع ذلك, ومن خلال متابعتي الثقافية والأكاديمية للمشروع عبر سنوات طوال, وعبر معرفة واسعة بالكثير من المثقفين الذين شاركوا فيه أزعم أن هذا المشروع النبيل لم يستطع أن يكتشف نقاط ضعفه, ويصحح مواضع ترهله, ويقوم بعملية التغذية الراجعةFeedBack اللازمة لمكوناته.
ولعلي نبهت في هذا الموضع قبل عشر سنوات لهذه السلبيات, وعبر الممارسة البحثية بالجامعة, والإبداع سواء في مجال الأطفال, أو الإبداع الأدبي, والإسهام الفكري في المجال الثقافي داخل مصر وخارجها, تبدو سلبيات المشروع عديدة واضحة, مما ينقد شعاره المعلن القراءة والجميع.
ـ إن توفير الكتاب ليس العامل المحدد للقراءة في مجتمع أمي, وأمام سطوة ثقافة الصورة, وغواية الملتيميديا, ومن خلال ضعف سلوك القرائية في مجتمعنا, وظلت الممارسة التعليمية, والثقافة الأسرية هي المعوق الأكبر أمام إيجاد وتدعيم سلوك القرائية في المجتمع المصري, وعبر الثقافة المعيشة بالمفهوم الإنثروبولوجي, وبالمفهوم الإبداعي. ولم تنجح المدرسة في ظل سيادة ثقافة التلقين والعداء للتفكير الحواري والنقدي في أن تشجع سلوك القرائية بين طلابنا, كما لم تكن الجامعة مشجعا في ظل سيادة الثقافية نفسها. نعم الكتاب موجود, ولكن القارئ غائب!.
ـ وأهمل المشروع تحليل مؤشرات التوزيع والشراء, فإذا استندنا إلي الضلع الثالث في علم الاجتماع الأدبي الخاص باقتناء الكتاب وقراءاته, ربما كانت الأجيال الأكبر سنا هي الأكثر اقتناء وشراء للكتاب, وفي غياب دراسات حول شرائح المشترين, وخلفياتهم, وأعمارهم, ومؤهلاتهم لا نزعم أن الأجيال الجديدة من الشباب هم المستفيدون من المشروع بحق بل حسب ملاحظات أولية فإن الأجيال التي تخطت الأربعين من العمر هي الأكثر استفادة من المشروع مما يقلل من شعار الحملة بأنها للجميع.
ـ وإلي جانب غياب الدراسات الميدانية عن شرائح القراء والمشترين, فإن إهمال المشروع لمرحلة الطفولة والنشء ظلت سمة مميزة للسنوات العشر الأولي من المشروع, كما أن الخدمات المكتبية ظلت بعيدة عن سياسات التدريب والتقويم والتجديد, وكثيرا ما كانت هناك فجوة بين أداء الموظفين البيروقراطيين, والرواد من القراء.
ـ لقد ظل الكادر الإداري والفني الذي استند إليه المشروع منذ بدايته ضيقا ومغلقا ومحددا, ولم ينجح في إتاحة الفرصة أمام أعداد أكبر من صناع الثقافة في الظهور, ويبدو هذا أشد الوضوح في الدائرة المغلقة من اللجنة العليا للمهرجان التي لا نعرف وظيفتها الحقيقية, ولا مدي صلاحياتها في اعتماد سياسة النشر, ولا في لجنة تحكيم جائزة أدب الأطفال, وكثيرا ما تبادل المحكوم والفائزون المقاعد بحيث تاهت المسئولية والمهمة.
ـ إن السلبيات السابقة لا تقلل من حجم النجاحات المتحققة من سنوات المشروع الخمس عشرة, ولكنها جعلت ذلك النجاح محدودا مما يجعلنا بحاجة حقيقية إلي دراسات متعددة التخصصات حول تقويم المشروع من بدايته وحتي الآن, خاصة أن مسئوليه لم يتغيروا كثيرا, وآلياته لم تتبدل ومشروعاته لم تتجدد كثيرا عن بداياته.
ودعونا نتساءل أيضا: كيف ننتقل من توفير الكتاب إلي نشر سلوك القرائية في الثقافة المصرية وعبر مسار التنشئة الاجتماعية المختلفة؟
ولماذا لا تكون القراءة الحرة مثلا أحد مؤشرات النجاح في الشهادات العامة من خلال تحديد20 أو30 كتابا يمكن للطالب أن يختار كتابين منها ضمن مؤشرات النجاح, وعبر مناقشته فيهما في الاختبارات.
وكيف نفكر في إنهاء سلطة الـTextBook بالجامعة لتكون الدراسة حرة في عشرات المراجع المتصلة بالمقرر, وهو ما يشجع سلوك البحث والاطلاع بين طلابنا | |
|
أخت أخوها
| موضوع: رد: هل القراءة للجميع؟ الخميس 23 أغسطس 2007, 3:09 am | |
| يسلموو عـ الموزوع المفيد... | |
|